رسالة من مسوق يتعافى (1)
هل يجب أن أترك هذا العمل؟
لطالما كان لدي هذا الرأي القائل بأن النجاح ليس خطًا مستقيمًا..
إذا قرأت قصص الأشخاص الناجحين، فقد اضطر كل شخص ناجح تقريبًا إلى التعامل مع درجة معينة من المشقة!
سواء كانت مشقة شخصية أو صحية، أو مهنية.. وبهذا نستخلص الحكمة التالية: مدى نجاحك يتعلق بكيفية تعاملك مع الفشل. إذا تعاملت مع الفشل جيدًا واستمررت، فلديك احتمال كبير بأن تكون ناجحًا.
كثيرًا ما يقول لنا حسن مطر وغيره، إننا بحاجة إلى العمل بجدية أكبر ولمدة أطول من أجل تحقيق النجاح.
إذًا هل هذا هو طريق المسوق؟
ماذا لو كان مفتاح المسوق هو العمل أقل؟
قد يؤدي العمل المستمر إلى نتائج عكسية، مما يؤدي إلى الإرهاق والتوتر ونقص الإبداع. أليس كذلك؟
تتمثل إحدى مزايا النهج الذي أقترحه في "هذه الرسالة" أن يتيح لك أن تكون أكثر تركيزًا وفعالية بالعمل لوقت أقل، بحيث يمكنك تركيز طاقتك على المهام الأكثر أهمية كمسوق، بدلاً من تشتيت نفسك في محاولة القيام بالكثير من المهام..
حتى لاينتهي بك الأمر بعمل "شفت كرير" لوظيفة أخرى، بالرغم من محبتك للتسويق!
قبل أن نبدأ بذلك.. لنقسم هذه الرسالة إلى ثلاثة أقسام:
1. مفارقة الإنتاجية وضربات الكمال الغزيرة.
2. روتين يومي.
3. العلامات التي تدل على وجوب تغيير مسارك.
أولًأ: مفارقة الإنتاجية وضربات الكمال الغزيرة!
الحل الذي أقترحه -حتى لا ينتهي أمرك بعمل شفت كرير لمهنة أخرى- هو تبني مفارقة الإنتاجية والقيام عن قصد بعمل أقل من أجل تحقيق المزيد. ويمكن القيام بذلك عن طريق:
وضع حدود واضحة.
تحديد أولويات واضحة.
والقضاء على عوامل التشتيت.
1) و ضع حدود واضحة لنفسك وعملك
يمكن أن يشمل ذلك تحديد ساعات عمل محددة وأخذ فترات راحة منتظمة وقطع الاتصال بعملك عندما لا تعمل.
2) حدد أولويات مهامك
من خلال التركيز على المهام الأكثر أهمية وإلحاحًا أولاً. وتخلص من عوامل التشتيت عن طريق إيقاف تشغيل الإشعارات وإغلاق علامات التبويب غير الضرورية وترتيب مساحة عملك.
3) قم بتنفيذ نظام لتتبع تقدمك وقياس نجاحك.
يمكن أن يشمل ذلك تحديد أهداف محددة أو استخدام تطبيق إنتاجي وانصح بتطبيق فورست -رائع جدًا-، أو الاحتفاظ بدفتر يوميات عن تقدمك.
عند هذه النقطة؟ استطيغ ان استخلص درس واحد أعتقد أنه ينطبق على جميع المسوقين؟
الكمال غير موجود.
لهذا السبب يلزمنا؟ إنهاء مهامنا أسبوعيًا أو يوميًا بسرعة.
الهدف من ذلك تطوير اتصالاً مع نفسك وتعميق ذلك الاتصال من خلال غزارة الإنتاج بدون تجاوز حدودك.
بمعنى آخر: الكمية تتفوق على الجودة (في البدايات).
(خذني أنا) على سبيل المثال. لقد كتبت كل يوم بوست واحد على تويتر وفيسبوك ولينكدان كل يوم تقريبا لمدة 8 سنوات إلى هذا اليوم.
وغالبًا ما كنت اكتب تغريدات متعددة في اليوم. لم امضي وقتي في العويل والبكاء على الاطلال وجلد الذات مع كل محتوى سيء - لكن العديد من محتوياتي لا تزال أسطورية.
المغزى: إذا كانت كتاباتي مثالية من 8 سنوات، فمن المحتمل أنني لن اصل إلى أبعد مما وصلت إليه اليوم!
النقطة المهمة هي - لا تجعل المهنة صعبة عليك. فقط تعلم، نفذ، وابتكر.
ثانيًا: الروتين اليومي
الوقت شيء لا نتحكم فيه! وبناءً على هذه الحقيقة هل يمكننا توفير الوقت؟
نعم من خلال الإسراع وتخطي الإيقاعات السيئة. ومن المفارقات أن هذا التخطي يستغرق المزيد الوقت في البداية لبناء هذا النظام، له عوائد هائلة. وهو بالتأكيد ليس جهد ضائع.
عندما يتعلق الأمر بالعملية الإبداعية، فليس هناك وقت ضائع؟
لان الصبر يعني؟ أن غالبية العمل الذي نقوم به خارج عن سيطرتنا. لا يمكننا إجبار العظمة على الحدوث. كل ما يمكننا فعله هو دعوتها وانتظارها بنشاط. وليس بقلق!
طيب ما هو الروتين اليومي الذي انصح المبدعين به (وينضم إليهم ايضا الطموحين كافة)؟
فقط القيام بأشياء قليلة! وقد تكون؟
اذكار صباح صغيرة لبدء يوم العمل.
موسيقى خفيفة مع وجبة غداء غزيرة.
انتهى الدوام، يلزمك نقاشات لطيفة على العشاء مع صديق جيد أو أحد أفراد اسرتك.
توسع في تطبيق كل يوم، وستجعل مهنتك (المتوترة) تتداخل في مرحلة جديدة كليًا.
المغزى من الروتين اليوم: لا تسعى إلى حدوث الأشياء بالطريقة التي تريدها؛ بدلاً من ذلك نفذ ما تريد أن يحدث بالطريقة التي يحدث بها: عندها ستكون سعيدًا .
أما بخصوص العلامات التي تدل على وجوب تغيير مسارك!
أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا التي أتلقاها على توتير ولينكدان وبريدي الشخصي هو:
"ما هي العلامات التي تدل على وجوب الانتقال من مجال اهتمام إلى مجال آخر أو فكرة عمل كنت أعمل عليها إلى فكرة أخرى"
إننا نهتم بأنفسنا أكثر من الآخرين، ومن ثم لسبب ما، فإننا نهتم بآرائهم أكثر من آرائنا. هذا هو الجنون بعينه!
لذا فإن اجابتي تنقسم إلى 3 اقسام:
أولاً: يجب أن تعرف سبب قيامك بما تفعله، ولماذا تعتقد أنه مهم ، ولماذا تعتقد أنه مجال ناجح؟
هل هناك ارقام واحصاءات تؤيد فكرتك؟
للمرة العشرين، إذا كنت تسعى خلف آراء الاخرين وموافقتهم طوال الوقت،
إذا كنت تريد أن يخبرك الجميع بأنك رائع في التسويق
إذا كنت تريد من الجميع أن يشجعك
فإليك هذه الخبر السيء: لن تصبح مسوق ممتاز.
لماذا؟ لأنك تهتم بتطوير الأنا (النرجسية) وتقع في مغالطة ما قبل الإبداع.
الفرق بين المسوق العادي والمسوق المبدع والمسوق الأسطوري -بهذا الترتيب- هو تطوير الذات.
جميع من هم أفضل منك في التسويق: لم يقوموا بتعزيز غرورهم، بل قاموا بتنمية مهاراتهم حتى وصلوا إلى درجة التوحد مع الواقع!
بمعنى. لا هل يمكنك أن تتخطى سؤال: "من أنا كمسوق؟"، والتركيز على طرح سؤال "لماذا لست مسوق متميز؟" حتى لا يتبقى لك سوى الوعي الخالص لتطوير مهاراتك؟
في بحثي عن تطور ابداع العربي (لأن العالم العربي بعيد عن الجودة التسويقية ويعشق التقليد)
انبثق لدي الكثير مما يصعب تلخيصه في رسالة واحدة (لهذا السبب قمت بتقسيم هذه الرسالة الى اجزاء. الجزء الآخر سيأتي قريبًا) لذا أشجعكم على قراءة كل ما يصدر مني هنا.
ولكن، كان هناك نموذج واحد يُساعد في شرح مراحل التطور الابداعي. يُسمى هذا النموذج "مغالطة ما قبل الإبداع".
باختصار، فكّروا فيه مثل ميم منحنى الجرس الذي انتشر عام 2022 وحتى الآن:
إذا كنت تواجه صعوبة في إيجاد مسار بحثك عن التفرد في عالم التسويق والفهم الإبداع، فقد يساعدك هذا النموذج!
لا تنطبق "مغالطة ما قبل الإبداع" على الابداع والتسويق فحسب، بل تنطبق أيضًا على التطور في أي مجال.
تنص على أن الناس غالبًا ما يخلطون بين مرحلة ما قبل العقلانية من الإبداع ومرحلة ما بعد العقلانية، لأن أيًا منهما لا يمثل المرحلة العقلانية.
نستخدم التسويق كمثال، وأسهل طريقة لتوضيح هذا المفهوم هي مقدار إبداعك.
يختلف مفهوم الإبداع البرمجي عن الإبداع التسويقي ويكون الاختلاف كبيرًا!
من الخارج، يبدو أنهما يقولان الشيء نفسه لأنهما ليسوا غير مبدعين.
لا أريد ان أغوص بفلسفة الإبداع كثيرًا (ولكن في الجزء الثاني سيكون الغوص متقدمًا إن شاء الله).
لذا أول خطوة لتطوير العملية الإبداعية لديك هي؟ ثقتك بنفسك - وليس الأنا - تلك الثقة لضبط افكارك وعزل آراء الأشخاص الغير المهمين، ولتذكر أن 90% من الأشخاص الذين تستشيرهم لايفهمون ما الذي يتحدثون عنه، وأنه ليس عليك الاستماع إليهم.
أما إذا كان إبداعك محدود وتريك ترك الستويق بسبب شدة الضغط الواقع عليك والعوائق النفسية التي تمر بها؟
فالذي اريدك أن تفهمه حول التسويق – خصوصا-: هي التعامل مع كل لحظة.
بغض النظر عن مدى التحدي – عليك احتضان فترات الألم وليس تجنبها، وليس أن تكون على ما يرام معها ولكن عليك أن تحبها لتكون أفضل معها... مثل الأكسجين للنار، تصبح العوائق والمحن وقودًا لامكانياتك.
أما إذا كنت غير جيد في التسويق -بعد مرور فترة من التجربة والتعلم- فماذا تفعل؟
وهو سؤال صعب، وبدون إجابات مثالية. كمسوقين ورجال أعمال ومبدعين، نضع نصب قلوبنا وأرواحنا هدفًا في عملنا مع أننا لا نكسب الكثير!
والسبب؟ أننا نتعلق بفكرة معينة بحيث لا يمكننا تخيل إزالتها لتجربة شيء جديد.. لكن هذا الشيء غير صحي أبدًا!
البقاء في مهنة ما حتى اتقانها جيدًا او العمل في كل مشروع حتى اكتماله. قد يهدر الكثير من وقتك وطاقتك في الشيء الخطأ. لذلك من المهم أن نفهم متى تغير مجالك.
لذا وبشكل سريع سأشارك 4 إشارات تدل على أن الوقت قد حان للاستسلام وتغيير مسارك المهني:
عدم إحراز تقدم: إذا كنت مسوق لمدة تزيد عن ثلاث سنوات وما زلت لا ترى تقدمًا كبيرًا، فقد حان الوقت لتسأل نفسك عما إذا كان الأمر يستحق الاستمرار.
انخفاض الدافع: إذا كان حماسك للإبداع يتضاءل، فقد يكون الوقت قد حان للابتعاد. بدون دافع، ستعاني.
عدم التوافق مع اهدافك: قد تجني الملايين من التسويق، وقد لا تفيدك هذه الملايين إذا كنت صاحب مبدئ ولديك اهداف عليا. عندها ستعرف ان الاستمرار في التسويق لايستحق طاقتك المبذولة. لذا كن حقيقيا مع نفسك!
قلة النمو: العقول البشرية تزدهر على التحفيز. إذا لم تعد تتعلم وتنمو من عملك، فهذه علامة حمراء كبيرة تنذر بالضياع.
يمكن أن تشعر عند إنهاء مجالك أو مشروعك أو فكرتك بالخسارة. اعرف هذه الشعور لأنني جربته عدة مرات. لكن إعلم ايضًا أن العمل على الشيء الخطأ لفترة طويلة يمثل خسارة أكبر مما تخيلها.. خاصة إذا كان هذه الخطأ يبعدك عن أهداف حياتك!
لأن أفكارك تنقسم ثم تتحد، وهذا ما نسميه الإبداع.
ماذا عن فصول حياتك المتبقية؟ لقد مررت بفترات صعود وهبوط. اكتسبت أصدقاء وخسرتهم. لقد تغيرت أنا مثلما تريد أن تتغير أنت، حتى لو تعلق عقلك بصورة (مبدع اسطوري) عن نفسك من الماضي.
أشجعك على ملاحظة هذه الأنماط أينما استطعت، حتى عند إعداد فطورك، أو كتابة كتاب، أو استخدام الحمام.
هكذا تجد الإبداع في حياتك اليومية. برؤية ما وراء السطح وتقدير العمق الكامن وراء أفعالك الميكانيكية المبرمجة مسبقًا (نعم، قد تكون هذه الأفعال الميكانيكية تمجيدًا لصورة الإبداع، وهو ما يبدو مخالفًا للهدف).
لاحظ الأجزاء والكل، وكيف تتناغم معًا عبر عالمك الخاص وكيف ستنتشر الوعي الإبداعي.
ربما تتساءل: "كيف يكون هذا عمليًا لحياتي؟"
أولًا، لأن حياتك لايجب أن تكون حياة عادية فحسب.
والأمر لا يتعلق بمنظورك الأناني الضيق. يجب أن تفتح عقلك لما هو أبعد من ذلك.
ثانيًا، ألا يُبهرك الإبداع؟ ذلك العمق الكامن وراء ما لا تراه أفعالًا عادية، "عادية"؟
هناك ما هو أبعد من سطح المادة والمكانة والكلمات.
أنت جزء من شيء أكبر بكثير، ولا يُمكن رؤيته إلا من خلال الروح التي خصنا الله بها.
بفعل ذلك، يُكشف أن المفاهيم والمعتقدات والكلاسيكات التسويقية والغير تسويقية التي نُقدّرها ليست ثابتة.
وعندما نتماهي مع هذه المفاهيم على أنها ثابتة، فإننا نواجه عالمًا من الاضطراب الابداعي الذي يعيق التقدم المنهي والشخصي والجماعي.
ما هو الحل؟
من أكثر العادات المفيدة التي يمكنك تبنيها هي اللعب بمكعبات الليغو الإبداعية.
اجلس مع فكرة أو خاطرة أو مشكلة تسويقية او مهنية، وتابع الروابط التي تظهر منها.
كن يقظًا من مُشتتات الأنا، (منتصف منحنى الجرس- بالأعلى).
هكذا تطور الإبداع واليقظة والتفكير العميق دون أي أدوات أو مُرشدات خارجية.
المشكلة الكبرى على المستويات الإبداعية هي التماهي مع الأيديولوجيا. (ما درسوه لك في الجامعة أو مؤثري تيك توك)
يجب أن لاتترك مجالًا للانقسام إلى هذه الترهات. لا تترك مجالًا لهم أبدًا.
هذا كل شيء بالنسبة للجزء الأول.
ترقب الجزء الثاني قريبًا.
– حسن مطر
عندما تكون مستعدًا، إليك بعض الطرق التي يمكنني من خلالها تقديم المزيد من المساعدة:
تم اطلاق أول منشور تطبيقي حول كيفية “تحويل المشترين المحتملين إلى مشترين يدفعون بلمسة واحدة- 1” وهو أول تطبيق لمصفوفة الوعي والتطور التي تعزز مصداقيتك وتجذب العملاء بدلاً من قوالب محتوى بيعية مبتذلة.
إن كنت ترغب في جميع نماذج الذكاء الاصطناعي بمكان واحد، وإمكانية الرجوع إليها بسرعة، مع أكثر من 10 أطر سير عمل مُصمَّمة مسبقًا للتعلم والكتابة والتسويق والتخطيط - اشترك بالعضوية المدفوعة من هنا.
كل سبت، أرسل ملخصًا مميزًا بجميع أفكاري وإنتاجاتي إلى أكثر من 64000 مبدع مشترك في مستقبل المبدعين. إذا كنت ترغب في استلامه، يمكنك الانضمام هنا:



مقال نووي وما هو مجرد كلام بل مرآية تكشف لنا وجيهنا الحقيقية وقت المغامرة اللي يستوعبه زين يعرف إن أصعب معركة في العمر دايم تكون مع اللي يفهم الدنيا بشكل عميق ويفّهم غيره بكلام صعب ينتسى إي والله.
ديما اقول: اللي يخاف يسيب التسويق عشان الفشل هو أصلاً فشل من غير ما يدري....